تكتيكات تجارية غير تقليدية أحدثت طفرة رقمية خلال أزمة «كوفيد-19»؟

تسببت جائحة «كوفيد-19» بنشوء تحديات جديدة للشركات التي تعتمد على الطريقة التقليدية للتفاعل وجهاً لوجه مع عملائها، ويتطلب التغلب على هذه العقبات استخدام تكتيكات غير تقليدية في جميع مجالات إدارة الأعمال.

وبحسب منصة «هاي دبي»، هناك العديد من الاستراتيجيات التي لم يسبق لها مثيل، والتي أدت إلى تغيير نماذج الأعمال أو إطلاق منصات افتراضية بديلة وجديدة.

إليك بعض الشركات التي اتخذت خطوات لضمان بقاء علامتها التجارية طافية حتى في الأوقات المضطربة:

الخيارات الافتراضية

تعاون دبي مول ومنصة noon.com لإطلاق متجر افتراضي للتسوق، كما أن المتاحف في جميع أنحاء دبي توفر جولات افتراضية يمكن للجمهور الوصول إليها على dubai360.com، كما أدخلت المنتزهات الترفيهية مثل MotiongateوLegoland وIMG World تجارب ركوب افتراضية جديدة أكثر إثارة للعملاء.

كما قامت معارض فنية بما في ذلك «شارع السركال» و«آرت دبي» و«مركز جميل للفنون» بتأجيل معارضها الفنية، وبدلاً من ذلك، أدخلت ورش عمل افتراضية بما في ذلك الكتالوجات، وبرامج الأداء عبر الإنترنت، والبث المباشر لمشاهدتها كتسلية يمكن الاستمتاع بها أثناء الراحة في المنزل.

الأغذية والمشروبات

توسعت محلات السوبر ماركت مثل «تعاونية الاتحاد» و«كارفور» ومتاجر البقالة المحلية بخدمات توصيل الطلبات للمنازل، في حين أن المطاعم الفاخرة مثل COYA وZumaوTashas وLPM وBurger & Lobster وOPA عملت على تقديم خيارات الوجبات الجاهزة والتسليم للعملاء.

كما بدأت مطاعم ذات شعبية عالية مثل Social & GrillReform جنباً إلى جنب مع Trophy Room وMcGettigan’sوBidi Bondi في إجراء عمليات تحضير الطعام أونلاين للحفاظ على تفاعل عملائها.

كما أطلق متجر القهوة Mokha 1450 في دبي بطولة لتخمير القهوة المنزلية من قبل الموظفين المختصين في الباريستا لتشجيعهم على عرض تقنيات تخمير المنزل، وإعطاء الجمهور شيئاً يتطلعون إليه.

من ناحية أخرى، تقدمت خدمات التوصيل مثل UberEats إلى الأمام لتقديم توصيلات منزلية لشراء البقالة أيضاً، تسهل هذه المبادرات على العملاء الوصول إلى المطاعم ومحلات السوبر ماركت المفضلة لديهم من مسافة آمنة.

وقال خبير شؤون التجزئة الرئيس التنفيذي السابق لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر: «المطلوب حالياً من المراكز التجارية والتعاونيات المزيد من التركيز في خيارات التجارة الإلكترونية والمزيد من الاستثمار في البنية التحتية الرقمية الخاصة بها، ولا سيما أن العالم بات مقبلاً على ثورة رقمية هائلة ساهمت في تسريعها أزمة «كوفيد-19».

وأضاف البحر أن الشركات في قطاع التجزئة والمطاعم اضطرت للتوجه نحو الخيارات الرقمية في ظل تداعيات أزمة كورونا، وما فرضته من تحولات على مجمل قطاع الأعمال، ولكن كان البعض جاهزاً، والبعض الآخر غير مستعد لهذا التحول السريع والمفاجئ.

وذكر البحر أن المراكز التجارية والتعاونيات رغم الخطوات الكبيرة التي قامت بها للتحول نحو التجارة الإلكترونية، لكنها لم تستطع أن تحقق نجاحات كبيرة كونها غير مستعدة منذ البداية، كما أن التوجه نحو المبيعات عبر الإنترنت لم يستطع أن يعوض التراجع الذي حدث في العوائد والمبيعات، فمثلاً كانت جميعة أبوظبي التعاونية تجني نحو 15 مليون درهم عبر الدعاية والإعلان فقط سنوياً، ولكن هذه العوائد اختفى أغلبها نتيجة التوجه الرقمي.

وأشار البحر إلى أن متاجر كارفور تعتبر من قصص النجاح خلال الأزمة، خصوصاً ما أعلنت عنه مؤخراً من افتتاح مخزن كبير مختص لتلبية الطلبات أونلاين في منقطة القرهود، وبالتالي استطاعت العديد من الشركات في قطاع التجزئة النجاح سواء بالاستثمار الذاتي أو عقد شراكة مع أطراف ثالثة للحصول على خيار عرض المنتجات وتقديم خدمات التوصيل.

اللياقة البدنية

أعلنت استوديوهات اللياقة البدنية وصالات الألعاب الرياضية مثل GFX وNRG Fitness وThe Platform وغيرها الكثير، عن تقديم دروس عبر الإنترنت، وتمكين الأعضاء من استئجار معدات الصالة الرياضية حتى يتمكنوا من مواصلة نظام اللياقة البدنية الخاص بهم في راحة منازلهم.

إلى جانب هذه المبادرات، خطى قطاع اللياقة البدنية خطوة إلى الأمام مع إطلاق قنوات على الإنترنت مختصة بتقديم النصائح والدروس حول المحافظة على نمط حياة صحي، وتطوير اللياقة البدنية، وكيفية طهي الطعام المغذي والصحي في المنزل.

الصحة

لم يتأخر قطاع الرعاية الصحية عن التوجه إلى الخيارات الرقمية أيضاً، فقد أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع طبيباً افتراضياً لمساعدة الأشخاص على تشخيص أعراض COVID-19 دون الحاجة إلى زيارة المستشفى جسدياً.

علاوة على ذلك، اتخذت منصات مثل HiDubai أيضاً مبادرات للترويج لاختبار التشخيص الذاتي باتباع الإرشادات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، عبر توفير أداة التقييم الذاتي لـCOVID-19 متاحة لعامة الناس عبر منصتها.

وقال الخبير الاقتصادي والمالي، مدير قسم المخاطر والاستثمار في غلوبال للأسهم والسندات، خلدون جرادات، إن النمو في التوجه الرقمي كان وفق نسب معينة في الإمارات، ولكن أزمة «كوفيد-19» أدت إلى تسارع كبير جداً في هذا المجال، وبات من الضروري على الشركات في القطاعات كافة التوجه إلى الخيارات الرقمية للمحافظة على المبيعات والحصة السوقية الخاصة بها.

وذكر جرادات أنه مع قدرة الناس على الخروج من المنزل وزيارة المرافق الترفيهية والمولات والمتاجر، كانت الشركات في حالة من الاسترخاء في قضية التحول الرقمي في خدماتها، ولكن يبدو أنه مع أزمة كورونا بات على الجميع إعادة النظر في نموذج الأعمال السابق مع جلوس الناس في منازلهم، ومع الاحترازات والمعايير الكثيرة التي يجب تطبيقها فيما يتعلق بالأمن والسلامة والتباعد الاجتماعي في ظل كورونا

تواصل مع فريق المدونة

للنشر

11 + 15 =