روسيا تؤكد توصلها للقاح ضد كوفيد-19 وسط شكوك

(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) أكدت روسيا الثلاثاء نجاحها في تطوير اول لقاح قالت إنه “فعال” ضد فيروس كورونا المستجد، وهو إعلان قيل إنه سابق لأوانه على أحسن تقدير في سائر أنحاء العالم.

 صورة موزعة من الصندوق السيادي الروسي في 6 آب/أغسطس 2020 للقاح فيروس كورونا الذي طوره معهد غماليا للأبحاث afp_tickers

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “هذا الصباح، ولأول مرّة في العالم، تم تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا المستجد” في روسيا، مضيفاً “أعلم أنه فعال بما فيه الكفاية، وأنه يعطي مناعة مستدامة”.

وأكد الرئيس أن إحدى بناته تلقت اللقاح الذي أطلق عليه اسم”سبوتنيك في”: “سبوتنيك” تيمّناً باسم القمر الاصطناعي السوفياتي الذي كان أول مركبة فضائية توضع في المدار، و”في” تمثل أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات أجنبية.

وقال الصندوق السيادي الروسي المشارك في عملية تطوير اللقاح إن من المقرر بدء إنتاجه صناعياً في أيلول/سبتمبر.

وأعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف الثلاثاء أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً “أكثر من مليار جرعة” من اللقاح الروسي مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب على البشر تبدأ الأربعاء.

– “متهور وغير مسؤول” –

بعد إعلان الكرملين بوقت قصير، ردت منظمة الصحة العالمية بالدعوة إلى توخي الحذر، مشيرة إلى أن التسرع في المصادقة على فعالية لقاح والموافقة على تسويقه يجب أن يخضعا لإجراءات “صارمة”.

وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو “نحن على تواصل وثيق مع السلطات الروسية والمحادثات تتواصل. المرحلة التي تسبق الترخيص لأي لقاح تمرّ عبر آليات صارمة”.

وأوضح أن “مرحلة ما قبل الترخيص تتضمن مراجعة وتقييما لكل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية”، مشدداً على أن العملية ستكون هي نفسها بالنسبة لأي لقاح مرشح.

وفي برلين، لم تتردد وزارة الصحة الألمانية في إبداء رأيها بصراحة وأعربت عن شكوكها في “جودة وفعالية وسلامة” اللقاح الروسي.

وقالت متحدثة باسم الوزارة “لا توجد بيانات معروفة تتعلق بجودة وفعالية وسلامة اللقاح الروسي”، مشيرة إلى أنه داخل الاتحاد الأوروبي “تُعطى الأولوية لسلامة المرضى”.

وعلق فرنسوا بالو من جامعة كوليدج لندن قائلاً: “إنه قرار غير مسؤول ومتهور. التطعيم الجماعي باستخدام لقاح لم يُختبر على نحو جيد هو أمر غير أخلاقي”، محذراً من أن أي مشكلة في حملة التطعيم ستكون لها تداعيات “كارثية” من حيث تأثير اللقاح على صحة الأشخاص الذين تم تطعيمهم والالتزام بالتطعيم بين عامة الناس.

وتؤكد وزارة الصحة الروسية أن لقاحها يسمح “بتكوين مناعة طويلة” الأمد، مقدرةً أن تستمر الاستجابة المناعية مدة “عامين”. لكن المشكلة تكمن في أنه لم يتم نشر البيانات التي تستند إليها هذه التأكيدات.

وتقول عالمة الفيروسات الفرنسية ماري بول كيني النائبة السابقة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس إن “هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح (أو أي لقاح آخر) سيقي من كوفيد-19” ولا “ما ستكون عليه مدة الاستجابة المناعية” معتبرة أنها لا تكون في الواقع “لدى الإنسان لأكثر من بضعة أشهر أو أسابيع” بعد الجرعات الأولى.

في الأثناء، تجري اختبارات على نطاق واسع على لقاحات أخرى في العالم. وقد بدأت إندونيسيا الثلاثاء تجارب على 1600 متطوع للقاح تجريبي دخل المرحلة الثالثة من الاختبار.

وتواجه إندونيسيا، وهي رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، زيادة في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19، فيما تسجل حتى الآن 127 ألف إصابة وأكثر من 5700 وفاة.

أما اللقاح الصيني الذي تعده شركة سينوفاك بيوتيك الصينية، والمسمى “كورونا فاك”، فإنه من بين عدد قليل من اللقاحات التي بلغت المرحلة الثالثة والأخيرة من الاختبار التي تسبق الموافقة عليه.

وسبق أن بدأ اختباره على تسعة آلاف متطوع في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضرراً من الوباء بعد الولايات المتحدة.

– وضع حرج –

ورغم هذا التطور في مجال تطوير اللقاحات، لا يزال العالم يواجه تزايداً في تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأمرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن، وبعد 102 يوم من عدم تسجيل إصابات جديدة بكورونا، بإغلاق أوكلاند، أكبر مدن البلاد، بعد تسجيل 4 إصابات فيها.

وسُجّلت 20 مليون إصابة على الأقل في العالم، أكثر من نصفها في القارة الأميركية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الاثنين عند الساعة 22,15 ت غ.

ويعد ذلك مصدر قلق بالنسبة للسلطات الصحية في العالم التي تدعو إلى فرض تدابير جديدة لاحتواء الوباء.

والوضع في إسبانيا “حرج” بشكل خاص وفقاً للخبراء مع تسجيلها أسوأ أرقام العدوى في أوروبا الغربية.

وأبلغت مدريد الإثنين عن تسجيل 4923 حالة في المعدل يومياً خلال الأيام السبعة الماضية، أي أكثر من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا مجتمعة، وفقاً لتعداد أجرته فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.

ومع 323 ألف إصابة، تعد إسبانيا الأكثر تضرراً في أوروبا الغربية والحادية عشرة في العالم، وتسجل معدلاً كبيراً من الإصابات مقارنة مع جاراتها مع 108 حالات لكل 100 ألف نسمة مقابل 28 في فرنسا و18 في المملكة المتحدة و13 في ألمانيا و8 في إيطاليا.

ولذلك يفرض مزيد من الدول الأوروبية الحجر الصحي على المسافرين العائدين من إسبانيا.

وقال سلفادور ماسيب استاذ العلوم الصحية في جامعة برشلونة المفتوحة لوكالة فرانس برس إنه “وضع حرج، نحن عند الحد الذي يمكن فيه أن تتحسن الأمور أو تسوء (…) هذا يتطلب بذل كل ما في وسعنا ومحاولة الحد من تفشي المرض قبل أن يزداد سوءاً”.

وفي فرنسا، قدر رئيس الوزراء جان كاستكس أن “الوضع الوبائي يتطور في الاتجاه السيء” وقرر تمديد الالتزام بوضع الكمامة في الخارج وتمديد حظر التجمعات لأكثر من 5 آلاف شخص حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

وحذر قائلاً “أقولها بلهجة منذرة: إذا لم يكن التزامنا جماعياً، فإننا نعرض أنفسنا على نحو كبير لخطر عودة تفشي الوباء الذي سيكون من الصعب السيطرة عليه”.

تواصل مع فريق المدونة

للنشر

12 + 9 =