«كـورونا» أنباء سارة.. ومحاذير مستقبلية استمع

تحقيق: خنساء الزبير

تراجعت حالات الإصابة بفيروس كورونا بمناطق مختلفة من العالم، فيما شهدت بعض المناطق الأخرى فترة من ثورانه مرة أخرى؛ وهو ما يحقق مختلف التوقعات التي أشار بعضها لتلاشي المرض وأشار البعض الآخر لحدوث موجة ثانية، وأن أمده لا يقل عن فترة بقاء الإنفلونزا الإسبانية.

 

ما بين هذا وذاك تأتي الأنباء السارة بالتوصل لعلاجات فعالة ولقاحات مبشرة، كما أن دراسة أخيرة ترى بأن الفيروس-على الرغم من استمرار الإصابات- فهو سوف يتلاشى، وتوصلت أخرى لاستدامة الوقاية لدى من سبقت إصابتهم بـ«كوفيد- 19».

وحتى يتم التوصل إلى لقاح يقي تماما من الإصابة بالفيروس المستجد كما يُوصى دوماً بالالتزام بالتباعد الجسدي والتدابير الاحترازية الأخرى للحد من انتشار الفيروس، ومحاصرة المرض وتقليل أعداد المصابين خصوصاً بعد أن كشفوا عن المزيد من أسراره.

وقاية دائمة

طرح العديد من خبراء الصحة أسئلة حول ما إذا كانت الإصابة بـ«كوفيد- 19» تُحدث مناعة دائمة لدى المصاب، والآن كشف علماء من جامعة واشنطن عن علامات تدل على مناعة قوية ودائمة لدى الأشخاص الذين تعرضوا للمرض حتى وإن كان بدرجة خفيفة.
كشفت الدراسة عن أن الأجسام المضادة والخلايا المناعية القادرة على محاربة الفيروس موجودة في الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض من قبل، ما يؤدي إلى تفادي إمكانية تكرر العدوى.
وجد الباحثون أن أولئك الذين تعافوا من المرض تكونت لديهم أجسام مضادة معينة وبلازما متعادلة، إضافة إلى كلٍ من خلايا الذاكرة التائية والبائية الخاصة بالفيروس والتي استمرت؛ بل وزادت في العدد على مدى 3 أشهر بعد ظهور الأعراض.

أسرار الهجوم

يستهدف مرض فيروس كورونا بعض الفئات مثل كبار السن، ومن يعانون الأمراض المزمنة، وضعيفي المناعية؛ وفي الحالات الشديدة يمكن أن يصل الضرر إلى أعضاء أخرى بالجسم غير الرئتين كالقلب والكلى والكبد والدماغ.
سعى باحثون من إسبانيا إلى معرفة أسباب تضرر تلك الأعضاء تحديداً دون باقي أعضاء الجسم، وتوصلوا إلى بروتينات يتم التعبير عنها بشكل رئيسي في القلب والقشرة الدماغية والغدة الصعترية والخصية والعقدة الليمفاوية والكلى وغيرها من الأعضاء التي تم الإبلاغ عن تأثرها بـ«كوفيد- 19».

ترتيب الأعراض

يقول العلماء إن معرفة ترتيب أعراض «كوفيد- 19» قد يساعد المرضى على اتخاذ القرار الصحيح بشأن عزل أنفسهم وبشأن طلب العلاج على الفور أو في وقت لاحق؛ وربما يساعد الأطباء أيضاً على استبعاد الأمراض الأخرى.
توصل مؤخراً علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن ترتيب أعراض المرض التي تظهر أولاً من المرجح أن تكون على النحو التالي: الحمى، السعال، آلام العضلات، يلي ما سبق الغثيان أو القيء، والإسهال.
ترتبط الحمى والسعال في الغالب بمجموعة متنوعة من أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد الوخيم (سارس)، لكن التوقيت والأعراض في الجهاز الهضمي العلوي والسفلي تجعل «كوفيد- 19» مختلفاً عن تلك الأمراض.

مزيج دوائي

لا يوجد حتى الآن دواء يوصف بثقة كعلاج أكيد لـ«كوفيد- 19»، لذلك فإن ما جاءت به دراسة جديدة يبث الأمل في النفوس. وجدت تلك الدراسة أن النظام العلاجي المشتمل على 3 أنواع من الأدوية، وهي: المضادات الفيروسية ومعدلات المناعة والعلاجات الداعمة، فعالة في تحقيق الهدف.
تتضمن الطريقة الجديدة لتعديل المناعة القائمة على الخلايا، استخدام تقنية مستقبلات المستضد الكيمري (CAR) مع الخلايا القاتلة الطبــــــيعية (NK)، والتي يتــــــم عزلها من الــــدم المحــــيطي ويمـــــكن تكييفها للتعــــبير عن المســتقبلات لتعمل كعلاج للــــــعديد من الأمراض المعــــدية والأورام. حمل اسم العلاج اسمي التقنية والمستقبلات وأصبح معروفاً بالاسم «خلايا CAR-NK».
تم في السابق استخدام خلايا CAR T في بعض علاجات الأورام؛ أما في حالة علاج «كوفيد- 19» فيجب الحصول على الخلايا التائية من الأشخاص المصـابين بحالة «قلة الليمفاويات».
يمكن الحصول، من ناحية أخرى، على خلايا CAR NK من طرف ثالث ما يجعلها متوفرة للاستخدام وبكلفة منخفضة مع قابلية للتطبيق بشكل واسع.

آلات النفخ

يعد المشاركون في الأنشطة الإبداعية المشتركة، وخاصة الغناء والموسيقى، من أكثر ضحايا وباء «كوفيد- 19»، ربما بسبب صعوبة ارتدائهم للكمامات. يأتي مستخدمو الآلات الموسيقية المعروفة بآلات النفخ من بين تلك الفئات.
وتُظهر دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة مينيسوتا، أن تلك الآلات على وجه الخصوص تعد مصدراً كبيراً لإنتاج الهباء الجوي وبالتالي انتقال الفيروس. تشكل هذه الدراسة الأساس لوضع الاستراتيجيات المناسبة لإدراج هذه الآلات في الفرق الموسيقية المستقبلية أو حتى في العروض الفردية أو أثناء دروس الموسيقى.
وبصــــــــرف النظـــــر عـــــــن تركيز الجسيمات، فإن جميع آلات النفـــــخ تولد جــــسيـــــمات أكبـــــــر مــــن تلك الصادرة أثناء التنفـــــس الـــطبيعي أو التحدث، بســــبب الزفير القــــوي الذي تتطلبه تلك الآلات.
أنواع الكمامات
يبدو أن ارتداء الكمامة سوف يكون عادة ملازمة لزمن غـــير محدد، فهي الأساس في التدابير الاحترازية التــــي تحد من انتشار فيروس كورونا. جعل ذلك العلماء يولــــون اهــــتماماً كبــــيراً للبحث في أفضل أنواع الكمامات حتى يتم تحقيق الهدف المرجو من ارتدائها.
بدأ العلماء في جامعة ديـــــــــوك باختبار 14 نوعاً مخــــــتلفاً من الكمامات لتحديد أيها يوفر أفضل حماية ضد عــــدوى فيروس كورونا، ووجـــدوا أن بعض الأنواع المستخدمة لتغــــطية الأنـــف والفم، مثل عصــــابات الرأس والأقنعة ذات النسيج المحبوك، أقل فاعلية في منع العدوى.
ووجدوا على العكس من ذلك، أن الكمامات المعروفة باسم N95 المستخدمة بصورة شائعة في الحقل الصحي أكثر قوة في منع انتشار الرذاذ الذي يخرج مع الكلام.
وقال الباحثون إن من أفضل الأنواع التي يمكن استخدامها الأقنعة الجراحية المكونة من 3 طبقات، والأقنعة القطنية التي يمكن تصميمها في المنزل.

الالتزام بلقاح الإنفلونزا

يوصي باحثون، بعد دراسة قاموا بها ونشرتها مجلة «اللقاح»، بضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا حتى وسط انتشار الجائحة الحالية، وذلك للحد من خطر الإنفلونزا خلال موسم الشتاء القادم. يفسرون تلك الضرورة بأن انتشار الإنفلونزا والحاجة إلى الحجز في المشافي، إلى جانب جائحة «كوفيد- 19»، سوف يؤدي إلى زيادة العبء على المستشفيات، وحتى في الدول الأخرى.
تعد الإنفلونزا الموسمية سبباً مهماً للمرض وتقف وراء عدد من الوفيات، وأفادت منظمة الصحة العالمية، بأن ما يصل إلى 650.000 حالة وفاة مرتبطة بعدوى الإنفلونزا الموسمية التنفسية كل عام.
ويؤكد الباحثون، أهمية إعطاء اللقاح للعاملين في مجالات تقديم الرعاية الصحية، كما يشددون على ضرورة إعطاء بعض اللقاحات الأخرى، مثل لقاحات المكورات الرئوية لكبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وتحصين النساء الحوامل ضد السعال الديكي.

 

تواصل مع فريق المدونة

للنشر

1 + 15 =