ما كاد العالم ينتهي من تداعيات فيروس كورونا ويستعد للاحتفال بقدوم العام الجديد حتى ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا، فألغيت جميع الاحتفالات والتجمعات من جديد.. خاصة وأن هذه السلالة الجديدة كانت تنتشر بشكل أكبر من السلالة الأولى لا سيما في انجلترا التي ألغت كليا الاحتفال بأعياد الميلاد وأغلقت مطاراتها.

من المعروف أن الفيروسات تتحور ولكن هل هناك دلائل تشير إلى أن السلالة الجديدة أخطر من السلالة الأولى؟

بالفعل هناك عدة دلائل تشير إلى أن السلالة الجديدة أكثر فاعلية وخطورة من نسخة الفيروس الأولى.. ومن هذه الدلائل سرعة الانتشار الملاحظ كما رصدته أجهزة المراقبة في انجلترا خاصة في لندن إذ رفعت مستوى مكافحة الفيروس من المستوى الثاني إلى المستوى الرابع.

ومن الدلائل أيضا التغير السلوكي للفيروس والذي حدث له نتيجة تغير في طفرته الجينية تجعله يصيب الخلايا بشكل سريع ودقيق عن ذي قبل وهذا يفسر سرعة انتشاره عن النسخة السابقة له.

وتفيد بعض التقارير أن السلالة الجديدة زادت 17 تحورا جديدا عن السابقة ومن أهمها التطور الجيني الذي يجعل للفيروس القدرة على إضعاف مقاومة الأشخاص الناجين من الإصابة من النسخة الأولى للفيروس.

وحتى الآن لا يوجد دليل على أنه أشد فتكا من القديم رغم سرعته على الانتشار والتمركز بكفاءة في رئتي من يصيبه.

وعلى الرغم أن الأمر مازال في بدايته ولم تجر اختبارات معملية مكثفة على السلالة الجديدة إلا أنه لا ينبغي التهاون بها إذ أن المؤشرات الأولية تدل على أن الفيروس يتحور ويتطور بسرعة كبيرة.. لذلك اتخذت أكثر الدول إجراءات احترازية مثل عدم الاحتفال بالعام الجديد وغلق المطارات والمدارس والتحذير من التجمعات وكثرة الاختلاط.

أين ظهرت السلالة الجديدة من الفيروس؟

ظهرت أول حالة من النسخة الجديدة لفيروس كورونا في رئة مصاب في انجلترا وذلك تقريبا في أواخر شهر سبتمبر الماضي.

بعد ذلك رصد عدة حالات في أماكن متفرقة من المملكة المتحدة، وجاءت فيما بعد تقارير تفيد ظهور حالات في الدنمارك واستراليا وهولندا قادمة من المملكة المتحدة.

ومن حسن الحظ أن لدينا أكثر من لقاح اليوم تتعامل بكفاءة مع الفيروس حتى في نسخته الجديدة وان كانت هناك أبحاث تفيد بأن الفيروس دائم التطوير لنفسه بحيث يتفادى فاعلية اللقاحات الجديدة، غير أنه جدير بالذكر أن اللقاحات الجديدة سهلة التطوير أيضا في مواجهة تطورات الفيروس المستقبلية.